أهداف الدراسة

تبحث الدراسة في عدد من العناصر المرتبطة بظاهرة التحرش الجنسي، وبالأخص ذلك الجانب الأكثر إثارة للجدل والاختلاف في القضية وهو وجود أو عدم وجود علاقة بين ملابس الفتاة وبين تعرُّضها للمعاكسات. وبرغم أن طرح تلك الفرضية غالباً ما يلقى استهجاناً من مخالفيها ومنكريها إلا أنه من الجوانب التي ينتشر تناولها عالميا بقدر يفوق تصوراتنا.

في دراستنا لم نستهدف عمل "إحصاء" لتعداد حالات التحرش الجنسي، ولكن دراسة علاقة الظاهرة بالملابس، وتقديم تقدير عام حول حجم الظاهرة مقارنة بالوعي الاجتماعي السائد عن مدى انتشارها. وهو أيضاً جانب هام تشير إليه الدراسات العالمية فيما يخص التحرش الجنسي وجرائم الاغتصاب، حيث غالباً ما يتم تقديم تقديرات إحصائية أو مؤشرات عامة تعجز عن تقدير الحجم الحقيقي لمثل تلك الظواهر، ربما كنتيجة لعدم إقدام الضحايا على الإبلاغ عنها في كثير من الأحيان.

لذلك فقد وجدنا من الأهمية تقديم دراسة مُقارنة تقيس ما إذا كان الوعي المجتمعي بالمشكلة يتساوى مع حجمها الحقيقي أم أن المجتمع لا زال يعيش في حالة الإنكار ويعتقد بأن الظاهرة أصغر مما هي عليه في الواقع.

وعلى ذلك فقد تركّزت أهداف الدراسة فيما يلي:

  1. التحقيق في مدى وجود علاقة بين مُعدّلات التعرُّض للتحرش الجنسي بأنماطه المختلفة من ناحية وبين السلوكيات الكسائية المُتمثّلة في استايلات وموضات الملابس النسائية المتباينة الموجودة في الشارع المصري.
  2. استقراء تصنيف الفتيات للسلوكيات المختلفة التي تصدُر عن الجنس الآخر، ومدى تقبُّلهن أو نفورهن من مختلف تلك السلوكيات، سواء باعتبارها "غزل أو مجاملة"، أو اعتبارها "قلة ذوق" أو "معاكسة" أو توصيفها باعتبارها "تحرُّش جنسي" بشكل واضح وصريح.

  1. تقديم مؤشرات عامة حول مدى تعرُّض الفتيات لمختلف السلوكيات ذات الطابع الجنسي والصادرة عن الجنس الآخر بناء على التجارب الفعلية على أرض الواقع.

  1. مقارنة واقع سلوكيات التحرّش الجنسي بالتصوّرات المجتمعية السائدة لمدى انتشار تلك السلوكيات، والمتأثرة بالتناول والتركيز الإعلامي والحقوقي والنسوي على القضية.

هناك تعليق واحد: