السبت، 3 نوفمبر 2012

معدلات التعرّض للسلوكيات المختلفة:


حيث أن دراستنا ليست دراسة تعدادية بالمقام الأول، وإنما هي في جوهرها عبارة عن دراسة مقارنة، لم نُصمّم الدراسة لقياس عدد حالات التحرّش الجنسي الفعلية، وإنما لاستقراء مدى تقدير الفتيات المشاركات في عينة الدراسة لمعدّلات تعرضّهن لكل سلوك من السلوكيات التي تناولتها الدراسة من أجل المقارنة بين مجموعات الموضات المختلفة، لذلك لم نلجأ إلى الطرق التقليدية في تقدير معدلات التحرُّش والتي تلجأ لها دراسات عالمية مختلفة يتم فيها استقراء معدلات التعرض للتحرشات عن طريق تحديد مدى زمني معيّن في أسئلة استطلاع الرأي (مثلاً: ما عدد مرات تعرضك للتحرش الجنسي في السنة الماضية؟)، وهي الطرق التي تمنح تقديراً سنوياً يمكن به استقراء مدى تضاؤل أو تزايُد ظاهرة اجتماعية ما.

على النقيض، فقد قمنا في هذه الدراسة بتقسيم معدلات التعرض للسلوكيات المختلفة إلى خمسة معدلات هي "لم يحدث على الإطلاقنادراً - أحياناً - غالباً - دائماً"، وهو ما يطلق العنان للفتيات المشاركات في الاستطلاع إلى التعبير عن إحساسهن العام بالمشكلة، وسواء أكان التعرّض للتحرش أو لأي من السلوكيات التي تناولتها الدراسة قد حدث في الماضي القريب أو الماضي البعيد، وسواء ما إذا كان ذلك التعرّض هو حدث استثنائي أو نمط اعتيادي للحياة اليومية. وقد انعكس ذلك في المساحة الحُرّة من استطلاع الرأي والتي أتاحت فرصة لمن شاءت من الفتيات المشاركات بكتابة تعقيب عن تجربتها مع التحرش، حيث أشارت بعضهن إلى أحداث مرت عليها سنوات طويلة حتى أنها لا تكاد تذكر تفاصيلها، أو ربما حدثت أثناء طفولتها.

ولأن الإحصاء الدقيق لعدد حالات التحرش الحالية لم يكن هو جوهر اهتمامنا، فقد قمنا بتقسيم معدلات التعرض للسلوكيات المختلفة إلى مجموعتين. المجموعة الأولى "نادراً" و "لم يحدث على الإطلاق"، والمجموعة الثانية هي "أحياناً، غالباً، ودائماً". وبالرغم من ان التعرض إلى التحرش الجنسي ولو "نادراً" هو بدون شك مشكلة غير مقبولة ولها انعكاساتها النفسية طويلة المدى، إلا أننا اطمأننا لهذا التقسيم بين المجموعتين على أساس ملاحظتين أساسيتين:

الأولى: أن الإجابات أشارت إلى أن النساء المشاركات في الدراسة قد أجبن على السؤال باعتباره تقييم لمعدل التعرض لتلك السلوكيات مدى الحياة، وليس في الأونة الأخيرة أو الماضي القريب أو كمعدّلات تعكس نمط اعتيادي يومي.

الثانية: أن بعض المُشارِكات أشارت إلى تعرضها إلى اللمس بغير اليد وفي أماكن مثل الكتف أو الرأس في المواصلات المزدحمة ولكن بشكل عفوي لا تستطيع معه التأكد من أنه مقصود. كذلك فقد وجدنا فجوة بين معدّل التعرض الذي عبّرت عنه بعض الفتيات في المساحة الحُرّة وبين اختيارها لمعدّل التعرُّض للتحرُّش. ونستعرض في الملحق رقم(2) بعضاً من مشاركات الفتيات والنساء والتي عبّرن في بعضها عن عدم التعرّض نهائياً إلى اللمس ومع ذلك أجابوا السؤال الخاص بمعدلات التعرُّض بـ "نادراً" أو "أحياناً" بدلا من "لم يحدث على الإطلاق. كما وجدنا أن بعض المُشارِكات ممن عبّرن عن تعرضها مرة واحدة إلى التحرّش قد اخترن "أحيانا" أو "غالبا" بين معدّلات التعرُّض. وقد يرجع ذلك إلى بشاعة التجربة التي قد تدفع الفتاة أو المرأة بشكل طبيعي إلى اختيار المعدّل الذي يفوق تعرّضها له، ومن ناحية أخرى يبدو أن بعض الفتيات والنساء اعتبرن "نادرا" هي مرادف لعدم الحدوث وليس إلى ندرته. وقد ناقشنا في إشكاليات الدراسة ملحق(1) قصور اختيارنا للمعدلات الخمسة دون تحديد فئات عددية واضحة ودقيقة. لكن من جديد نُذكّر بأن الإحصاء العددي لم يكن هدف الدراسة في أي مرحلة من مراحلها بقدر ما كان الهدف هو المقارنة.

في النهاية ومن أجل تحليل البيانات قُمنا بتقسيم مدى التعرُّض إلى مجموعتين، وحصرنا نسبة التعرُّض إلى كل سلوك من السلوكيات التي تناولتها الدراسة عبر جمع كل الإجابات "أحياناً"، "غالباً" و "دائماً" لتمثّل "معامل التعرُّض"، في مقابل "معامل الطمأنينة" من التعرُّض، وهو مجموع الإجابات بـ "لم يحدث على الإطلاق" و"نادراً".

هناك تعليق واحد:

  1. Online Casino Games | KAdang Pintar
    Online Casino Games · Slots · Live Casino · Video Poker · Live 온카지노 Games · Live Entertainment. · Live Casino 바카라 · 인카지노 Live Casino.

    ردحذف